ما أغلى من الولد إلاّ ولد الولد

ما أغلى من الولد إلاّ ولد الولد

יום שני, 17 במרץ 2014

صندوق المرضى الأوّل في دالية الكرمل

بسم الله الرّحمن الرّحيم
 
الوقت كالسيفِ إذا لم تقطعْهُ قطعكَ.
 
تمرُّ الأيّام أمام ناظريَّ كأنّها ثوانٍ، نعم لقد عدْتُ في ذاكرتي كأني على صهوةِ حصانٍ أدهمَ، يكرُّ ويفرُّ مستنبطًا من أحداثِ الماضي ما حُفرَ في خُدودِ الزّمن وبقيت آثارُ الحفرِ مخروطةً في فؤادي وذهني.
كيفَ أنسى تلكَ الأيّامَ الّتي خلتْ من كلِّ شيء؟!، أيّام مرحِ الخيالِ الواسعِ، الخيالُ الّذي بفضلهِ صارَ مستقبلُنا حقيقةً. كيف أنسى عذابَ المحتاجينَ لطبيبٍ في قريتي ولم يكن؟!
كيفَ أنسى مشاقَّ الطّريقِ إلى صناديقِ المرضى في المدنِ القريبةِ والبعيدةِ معَ انعدامِ وسائلِ النّقلِ المريحةِ؟!
صرخاتُ الأطفالِ، وأنينُ المسنّينَ حفّزا عزيمتي لأقدُمَ على إقامةِ أوّلِ لجنةٍ مُنظّمةٍ للجنودِ المسرحينَ في الوسطِ الدّرزي 1956 وكانَ مقرُّها في داليةِ الكرملِ، كنّا نجتمع في بيت إبي عماد نبيه عيسمي، مرّةً كلِّ شهرٍ.
كانَ يدورُ الحديث في الجلساتِ حولَ كيفيّةِ تطويرِ البلدِ، وكذلكَ مساعدةِ أفرادٍ منْ أهلِ بلدي.
 شغلْتُ منصبَ رئيسِ اللّجنةِ.
أعضاءُ اللّجنةِ: المرحومينَ: كامل ناطور سكرتير اللّجنة.
                            فؤاد بها الدين عضو اللّجنة.
                         صالح قاسم عيسمي عضو لجنة.
                                السّيّد نبيه عيسمي عضو لجنة.
 في عامِ 1956 طالبنا مقابلةَ مديرِ صندوقِ المرضى في الشّمالِ السّيّدِ روزنك، وتقابلْنا معَهُ في صندوقِ المرضى ابن سينا في حيفا. الهدفُ منَ اللّقاءِ كانَ جلبُ صندوقِ المرضى لداليةِ الكرملِ. عبّرَ السّيّد روزنك عنْ مدى اعجابهِ وفخرهِ كوننا شبّانٌ غيورينَ على مصلحةِ بلدِنا، وافقَ على طلبِنا وخلال عدّةِ أشهرٍ أقيمَ صندوقُ المرضى الأوّلُ في داليةِ الكرملِ.
والحمدُ لله الّذي أعاننا وبفضله ومنّه علينا، توفّقنا في تحقيق أهدافِنا والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.